الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج ابن أبي شيبة والقضاعي والعسكري وابن أبي الدنيا من طريق محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة، وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له به صدقه، وما وقى به عرضه كتب له به صدقة، وقد قيل لمحمد بن المنكدر ما يعني ما وقى به عرضه؟ قال: الشيء يعطى الشاعر وذا اللسان المتقى».وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة».وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل معروف يصنعه أحدكم إلى غني فقير فهو صدقة».وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة».وأخرج ابن أبي الدنيا عن جابر الجعفي رفعه قال: المعروف خلق من خلق الله تعالى كريم.وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن قال: سألت عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير {ومساكن طيبة في جنات عدن} قالا: على الخبير سقطت. سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «قصر من لؤلؤة في الجنة، في ذلك القصر سبعون دارًا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتًا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرًا، على كل سرير سبعون فراشًا من كل لون، على كل فراش امرأة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، في كل مائدة سبعون لونًا من كل طعام، في كل بيت سبعون وصيفًا ووصيفة، فيعطى المؤمن من القوة في كل غداة ما يأتي على ذلك كله».وأخرج ابن أبي حاتم عن سليم بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الجنة مائة درجة: فأولها من فضة أرضها فضة، ومساكنها فضة، وآنيتها فضة، وترابها مسك. والثانية من ذهب أرضها ذهب، ومساكنها ذهب، وآنيتها ذهب، وترابها مسك. والثالثة لؤلؤ أرضها لؤلؤ، وآنيتها لؤلؤ، وترابها مسك. وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم قال: إن الله ليعد للعبد من عبيده في الجنة لؤلؤة مسيرة أربعة برد، أبوابها وغرفها ومغاليقها ليس فيها قضم ولا قصم، والجنة مائة درجة: فثلاث منها ورق وذهب ولؤلؤ وزبرجد وياقوت، وسبع وتسعون لا يعلمها إلا الذي خلقها.وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل له ألف قصر، ما بين كل قصرين مسيرة سنة، يرى أقصاها كما يرى أدناها، في كل قصر من الحور العين والرياحين والولدان ما يدعو شيئًا إلا أتى به.وأخرج ابن أبي شيبة عن مغيث بن سمي قال: إن في الجنة قصورًا من ذهب، وقصورًا من فضة، وقصورًا من ياقوت، وقصورًا من زبرجد، جبالها المسك، وترابها الورس والزعفران.وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع ولا وصل، وفيها سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألفًا من الحور العين لا يدخلها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو إمام عادل، أو محكم في نفسه. قيل لكعب: وما المحكم في نفسه؟ قال: الرجل يأخذه العدوّ فيحكمونه بين أن يكفر أو يلزم الإِسلام فيقتل، فيختار أن يلزم الإِسلام.وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {جنات عدن} قال: معدن الرجل الذي يكون فيه.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {جنات عدن} قال: معدنهم فيها.وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان قال: إن الله خلق في الجنة جنة عدن دملج لؤلؤة، وغرس فيها قضيبًا ثم قال لها: امتدي حتى أرضى. ثم قال لها: أخرجي ما فيك من الأنهار والثمار ففعلت. فقالت {قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون: 1].وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله: {ورضوان من الله أكبر} يعني إذا أخبروا أن الله عنهم راض فهو أكبر عندهم من التحف والتسليم.وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله: هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ قالوا: يا ربنا وهل بقي شيء إلا قد أنلتناه؟! فيقول: نعم. رضائي فلا أسخط عليكم أبدًا».وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبد الملك الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لنعيم أهل الجنة برضوان الله عنهم أفضل من نعيمهم بما في الجنان».وأخرج أبو الشيخ عن شمر بن عطية قال: يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل الشاحب حين ينشق عنه قبره فيقول: أبشر بكرامة الله تعالى.قال: فله حلة الكرامة. فيقول: يا رب زدني. فيقول: رضواني ورضوان من الله أكبر.وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك يا ربنا وسعديك والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ربنا، وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطه أحدًا من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟! قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا».وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال: بلغني أن أبا بكر الصديق كان يقول في دعائه: اللهمَّ أسألك الذي هو خير في عاقبة الخير، اللهمَّ اجعل آخر ما تعطيني الخير رضوانك والدرجات العلى في جنات النعيم. اهـ.
أي: ثَبَتَ واستقرَّ، ومنه عَدَن لمدينة باليمن لكثرة المقيمين بها.قوله: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ الله أَكْبَرُ}، التكثير يفيد التعليل، أي: أقلُّ شيء من الرضوان أكبر من جميع ما تقدَّم مِنَ الجنَّات ومساكنها. اهـ.
ويقال قومٌ يطيب مسكنُهم بوجودِ عَطَائِه، وقومٌ يطيب مسكنُهم بشهود لقائه، وأنشدوا: ثم قال: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ}: وأمارةُ أهلِ الرضوانِ وجدانُ طَعْمِه؛ فهم في روْح الأُنْسِ، وروْح الأنْسِ لا يتقاصر عن راحة دار القُدْس بل هو أتمُّ وأعظم. اهـ.
|